منهجية تحليل نص شعري

 

منهجية تحليل نص شعري:



تتأسس مقاربة النص الشعري على أربعة مستويات متدرجة، تشمل الإجراءات التحليلية الآتية:

1- عتبات النص:

   تتضمن قراءة العتبات الدالة خطوتين أساسيتين:

·      جرد المعطيات الوظيفية المساعدة على تأطير النص، وصياغة إشكالية عامة تتضمن التعريف بالتيار الفكري وخصائصه، وبالسياق التاريخي الذي أطره، وأهم الرواد الذين تمثلوه تجربة أدبية.

·      تحديد إطار للافتراض، استنادا إلى مؤشرات دالة ترتبط بالعتبات الخارجية، كالعبارة التقديمية، التي تلخص ظروف إنتاج النص، والعنوان والمرجع، أو بالعتبات الداخلية كبداية النص وهندسته الفيزيائية ( شعر عمودي، حر، قصيدة نثرية...)

2- محتوى النص:  

   تقتضي هذه الخطوة، من بين ما تقتضيه، إبراز مضامين النص وتحديد طبيعته (موضوع واحد، متعدد، قديم أو حديث، هل هو تعبير عن الذات أو عن قضايا غيرية اجتماعية أو إنسانية...)، كما تتطلب جرد الأفكار المحورية التي تشكل نسيج النص الشعري.

3- تفكيك عناصر النص: 

   تطال عملية التفكيك عناصر المعجم وخصائص البنية الإيقاعية، وآليات اشتغال الصور الشعرية ودلالاتها ووظائفها، وكذا إبراز خصائص الأسلوب  وذلك عبر:

 ·      تحديد مكونات المعجم وعناصره، بجرد الحقول الدلالية والعلاقة بينها، وهيمنة بعضها على المشهد الفيزيائي. بعد ذلك يتم تأويل طبيعة المعجم بالتمييز بين معجم مباشر يقف عند الاستعمال القاموسي، وآخر يحتمل دلالات إيحائية، أو يعتمد على الخرق الممنهج أو الانزياح اللغوي.

·      التمييز في البنية الإيقاعية بين إيقاع خارجي يتعلق بالوزن، التفعيلة، القافية (بأنواعها في الشعر الحر)، الروي، السطر الشعري، المقطع الشعري ( مع التمييز بين الجمل الشعرية القصيرة والممتدة في الشعر الحر كذلك)، وتحديد بعض مظاهر تطابق الوقفتين الدلالية والعروضية (الاتساق، التدوير، التضمين). وإيقاع داخلي يشمل مظاهر التوازي والتكرار.

·      استخراج البنيات المتضمنة في الصور الشعرية، بتحديد البنيات الكلاسيكية (التشبيه، الاستعارة، المجاز...) والحديثة (التشخيص/التذويت، الرمز والأسطورة)، وبيان وظيفتها الفنية والتعبيرية.

·      جرد بعض خصائص الأسلوب، بتعيين طبيعة لغة النص، هل هي لغة قديمة بدوية، أم لغة إيحائية، أم انزياح، أم لغة رمزية، مع التمييز بين البنيات الخبرية والإنشائية ودلالة غلبة الأسماء أو الأفعال.

4- الاستنتاج والتقويم: 

   هو آخر خطوة من مراحل القراءة، تتمثل في  صياغة خلاصة تركيبية تلخص نتائج التحليل، وتكشف عن مقصدية الشاعر، ومدى تمثيل النص للاتجاه الفكري الذي ينتمي إليه. ( فنقول مثلا إن النص قد استلهم إلى حد كبير خصائص التيار..../ أو انزاح عنها، من حيث الشكل، لأنه....أو من حيث المضمون...) وذلك باستثمار مهارة الحكم والتعليق لإصدار تقييم خاص يبرز قيمة النص الأدبية والفنية.

   وتجدر الإشارة إلى أن نتائج القراءة تتطلب نوعا من التنظيم والتنسيق، على مستوى المرحلة الواحدة، وعلى مستوى المرحلة في علاقتها بالتي تليها. ويتأتى ذلك بتصنيف نتائج القراءة إلى أفكار عامة وأخرى جزئية موجهة لها، وترتيبها منطقيا لتؤسس مشروع فقرات تغطي مختلف مراحل قراءة النص.

الدكتور عمر عودى( 2014 ): مناهج قراءة النصوص الأدبية للسنة الثانية من سلك البكالوريا: مسلك الآداب والعلوم الإنسانية. الصفحة 13.

 

 


   

 




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-