منهجية تحليل قولة في ظاهرة الشعر الحديث:

 

منهجية تحليل قولة في ظاهرة الشعر الحديث:


 

 

ورد في كتاب ظاهرة الشعر الحديث ما يلي :

   " إن جدة التجربة وقيمتها تتوقفان على جدة وسائل التعبير عنها وعلى ما تزخر به تلك الوسائل من دلالة فنية مصدرها التوافق بين التجربة نفسها وبين وسائل التعبير" . الصفحة 196. 

انطلق من هذه القولة ومن دراستك المؤلف وانجز ما يلي:

  • ربط القول بسياقها داخل المؤلف. 
  • إبراز العلاقة بين جده التجربة وجده وسائل التعبير في الشعر الحديث. 

بيان المنهج الذي اعتمده الكاتب في دراسة الشعر الحديث. 

 

مقدمة:

  ظاهرة الشعر الحديث من أوائل البحوث التي أنجزت حول الشعر العربي الحديث. وهو دراسة نقدية تتبعت مسار التطور الذي عرفه الشعر العربي، وبحثت في العوامل التي جعلت الشاعر ينتقل من مرحلة الإحياء والذات إلى مرحلة التحرر من القيود المانعة من التطور سواء على مستوى الشكل او المضمون. وهذا الكتاب النقدي من تأليف الشاعر والناقد المغربي أحمد المعداوي المجاطي أمير الشعر بالمغرب وأبرز شعراء ستينيات القرن الماضي. عرف بانشغاله بالقضايا القومية والعربية، وفي مقدمتها قضية فلسطين التي شكلت محور أشعاره وانشغالاته الأدبية. 

عرض:

   والقولة موضوع هذا السؤال، وردت في سياق الفصل الرابع الذي ورد بعنوان الشكل الجديد والذي تضمن جملة من القضايا تتعلق بأهم التطورات التي عرفها الشعر الحديث على مستوى اللغة والصور الشعرية والإيقاع. 

   وبخصوص العلاقة بين جدة التجربة وجدة وسائل التعبير عنها، فقد أشار المعداوي إلى أن الوسائل الفنية بما فيها اللغة والصور الشعرية والإيقاع اتخذت ثلاثة أشكال تبعا لتغير المدرسة الشعرية. وعليه تباينت اللغة بين لغة محافظة على مستوى الألفاظ والعبارات والتراكيب، و لغة تميل إلى اللغة اليومية، وأخرى بعيدة عن اللغة المتداولة. وعلى مستوى الصور الشعرية فقد تم توسيع أفقها بالابتعاد عن النزعة التقريرية وإزالة المسافة الزمنية والمكانية، من خلال توظيف الرموز والأساطير. أما البنية الإيقاعية فقد اتخذت بدورها ثلاثة تجليات تبعا لاختلاف التجربة الشعرية، فاتسمت بصرامة الوزن التقليدي أو بتفتيت الوحدة الموسيقية أو بخلخلة البناء الإيقاعي. 

   ولتحليل ظاهرة الشعر الحديث اعتمد المعداوي توليفة من المناهج النقدية أهمها:

المنهج التاريخي: رصد من خلاله جملة العوامل التاريخية التي ساهمت في ظهور التيار الرومانسي وبلورة تصوره الشعري

 المنهج الاجتماعي:  قارب من خلاله جملة الظروف الاجتماعية التي ساهمت في تكوين التيارات التجديدية، وحفزت الشعراء الوجدانيين على العودة إلى ذواتهم والتغني بأحزانها وآلامها.

 المنهج النفسي: بين المعداوي من خلاله أن سمات القصيدة نابعة من التجارب النفسية والشعورية التي عاشها الشاعر. 

المنهج الموضوعاتي: استثمر المعداوي هذه المنهجية في الفصلين الثاني والثالث ليستخلص الموضوعات التي هيمنت على الشعر الحديث.

كما وظف مناهج نقدية أخرى اقتضتها عملية تحليل النماذج الشعرية كالمنهج الاسطوري والبنيوي و البنيوي التكويني وذلك لتحليل الظاهرة الشعرية من مختلف جوانبها. 

خاتمة: 

   من خلال قراءة المؤلف تبرز قيمته وأهميته الأدبية والفنية. ولعل أولى تجلياتها كونه سد فراغا واضحا في الخزانة العربية على مستوى النقد الأدبي الحديث، كما أنه كان رائدا في إثارة موضوعات الشعر الحر في وقت كانت تتسم فيه بالندرة على مستوى الأبحاث التي تناولتها. ومن وجهة نظري أرى أن المؤلف قد بين الى حد كبير أن الدراسات النقدية بالمغرب أصبحت من خلاله رائدة، ولم تعد تابعة تجتر ما سبقها إليه الشرق العربي. لكن المؤلف في المقابل وإن كان يعكس جملة من المزايا، إلا أنه يطرح عددا من التساؤلات تتعلق أولاها بمدى قدرة المعداوي على توظيف المنهج التكاملي، وبمدى نجاحه في التوليف بين جملة من المناهج المختلفة المتضاربة أحيانا، إضافة إلى تسرب البعد الذاتي إلى عملية التحليل والتي تعكس الانفعالات والمواقف الشخصية للمعداوي إزاء بعض الظواهر الأدبية والتي تسائل مدى موضوعية الأحكام التي أصدرها بهذا الخصوص. 

 




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-