تجديد الرؤيا: رصيد معرفي
1- التعريف:
يقصد بشعر الرؤيا ذلك النمط من الإبداع الشعري القائم على إنتاج النصوص بوعي مسبق، يرفض محاكاة النماذج السابقة، ويؤمن بأن الإبداع ليس تصويرا للواقع، وإنما كشفا جديدا لعلاقاته الضمنية وغير المباشرة. ويرى رواد شعر الرؤيا أن استحضار الواقع لا يكون بصيغته المباشرة والتقريرية، وإنما متضمنا في رؤية جمالية تستند إلى مكونات الثقافة الإنسانية برموزها وأساطيرها.
2- الرواد:
مثل هذه المرحلة العديد من الشعراء أمثال أدونيس، بدر شاكر السياب، محمود درويش، المجاطي، ويوسف الخال، والبياتي ومحمد السرغيني. وقد كان هدف هؤلاء إعادة تحديث الخطاب الشعري عبرتطوير الإيقاع العربي في ضوء المضامين الجديدة، إضافة إلى كسر حواجز النوع الأدبي ورد الاعتبار لماهية الشعر ووظيفته.
3- الخصائص:
تتحدد أهم خصائص شعر الرؤيا في المستويات التالية:
أ- مستوى الشكل الخارجي:
لم تتقيد قصيدة الرؤيا بنموذج محدد، إذ دافع بعض مبدعيها عن قصيدة النثر، ورأوا أن الشكل الخارجي ليس مقياسا للتمييز، مادامت كل النصوص تنتمي إلى الإبداع.
ب- مستوى المضمون:
تعتبر قصيدة الرؤيا تعبيرا عن رؤيا ذاتية ووجودية وإنسانية، لا تصور الواقع القائم بقدر ما تعمل على كشف الآفاق واستشرافها. إنها قصيدة تستحضر البعد الذاتي في علاقته بالبعدين القومي والإنساني، وتبين أن اكتشاف العالم لن يتحقق إلا بإعادة تشكيله.
ج-اللغة الشعرية:
تقوم على تجاوز الدلالات الحرفية للكلمات، وتعمل على إعادة اكتشاف الألفاظ، وإقامة علاقات جديدة بين مكونات الجملة، وخلق انزياحات تركيبية تؤدي بالضرورة إلى انزياحات دلالية، وإلى تطوير المعجم الشعري.
د-الصورة الشعرية:
تعتبر مدخلا مناسبا لخلق علاقات لغوية جديدة بين المفردات، ولذلك وظف شعراء الرؤيا الرموز والأساطير، ولم يتقيدوا بآليات الصورة الشعرية التي دأب على استعمالها من سبقهم من الشعراء.
هـ -النظام الصوتي:
الدكتور عمر عودى( 2014 ): مناهج قراءة النصوص الأدبية للسنة الثانية من سلك البكالوريا: مسلك الآداب والعلوم الإنسانية. الصفحة 76.