الفصل الرابع: الشكل الجديد
1. مضامين الفصل:
يتمحور الفصل الرابع حول ثلاث قضايا
تتعلق باللغة والصور الشعرية والإيقاع، وبمقاربة أهم التطورات التي شهدتها على يد
المحدثين.
1.1. مستوى اللغة:
تتنوع لغة المحدثين إلى ثلاثة أنواع:
- لغة محافظة على
الخصائص التقليدية على مستوى الألفاظ والعبارات والتراكيب والاشتقاقات والصيغ.
وخير من يمثلها بدر شاكر السياب الذي مال إلى تفخيم العبارات وتوظيف تراكيب قديمة
والاقتباس من القصائد التراثية.
- لغة تميل إلى اللغة اليومية:
نموذجها قصيدة " البكاء بين يدي زرقاء اليمامة " لأمل دنقل، عبر
فيها بلغة الحديث اليومية التي حولت الهموم الصغيرة إلى صور مليئة بالبؤس والمأساة.
- لغة بعيدة عن اللغة المتداولة: توسل
بها أدونيس الذي يعتبر من الشعراء الذين انقلبوا على المنطق العادي لمفهوم
الكلمات اللغوية، كما كان البياتي يرى أن الكلمات يجب أن تحيل دلالاتها على
مرجعيات غير موجودة في العالم.
2.1. مستوى الصور الشعرية:
وسع المحدثون
مجال الصور الشعرية وأضافوا إلى الهموم الذاتية هموما مجتمعية. وإجمالا فقد اتخذت
الصور الشعرية في الشعر الحديث ثلاثة أبعاد.
- توسيع أفق الصورة لتشمل أكبر قدر
من الجوانب المتعلقة بالتجربة الشعرية.
- الحد من أفق الصورة الشعرية
والابتعاد عن النزعة التقريرية الجافة.
- إزالة المسافة الزمنية والمكانية
وتغذيتها بالرموز والأساطير.
3.1. الموسيقى الجديدة:
وزعت هي الأخرى على ثلاثة مستويات:
- صرامة الوزن التقليدي: تمثلت
في بقاء النموذج المحافظ معتمدا على الوزن التقليدي رغم محاولات كسر هذا
الطوق الموسيقى.
- تفتيت الوحدة الموسيقية: فقد
قام الشعر الحديث على أساس الثورة على الإيقاع المحافظ، إلا أنه لا معنى لأن
يكون هناك تجديد في اللغة والصور دون أن يطال الوزن والإيقاعات والقيم العروضية.
لذلك استغنى المحدثون عن البيت الشعري وأخذوا بنظام الأسطر و قلصوا عدد
الأوزان الى ستة.
- خلخلة البناء الإيقاعي: فقد
لجأ المحدثون إلى المزج بين أكثر من بحر وأخذوا بنظام الوحدة الشعرية بدل الوحدة
الدلالية.
2. المنهج النقدي المعتمد في الفصل:
اعتمد المعداوي في هذا الفصل على المنهج البنيوي ويظهر ذلك في دراسته لخصائص
اللغة والصور الشعرية والنماذج الشعرية التي درسها.