ظاهرة الشعر الحديث: الشعر العربي بين التطور والتطور التدريجي.

 

ظاهرة الشعر الحديث:  



القراءة التحليلية:


الفصل الأول:

 

هذا الفصل هو الوحيد من المؤلف الذي يأتلف من قسمين هما:

 

 القسم الأول: الشعر العربي بين التطور والتطور التدريجي:



1.    المضمون الفكري:

 

   يرى المعداوي في هذا القسم الأول من المؤلف أن التيار الذاتي جاء رد فعل على الحركة الإحيائية التي اتجهت نحو محاكاة النماذج القديمة دون أن تولي ذات الشعر أهمية كبرى. وقد مهد المعداوي لحديثه عن التيارات الذاتية بالإشارة إلى الحركات الشعرية التي تقدمتها ومهدت لها.

 

1.1. التيار الإحيائي:

 

   يقوم على محاكاة الأقدمين ليتخلص من رواسب عصور الجمود والانحطاط، وعلى العودة بالقصيدة العربية إلى فترات ازدهارها. فقلد لغة الأقدمين واقتفى أثرهم في المعاني والأفكار. وقد تزعم هذا التيار ثلة من الشعراء كالبارودي وحافظ إبراهيم وأحمد شوقي ومحمد الحلوي ومحمد ابن إبراهيم، شكلت أعمالهم نقطة تحول أولى وإن كانت التفاتها إلى الماضي والتراث أكثر من الالتفات إلى ذات الشاعر وواقعه. إلا أن هذا التطور ما لبث أن تلاشى بنزوع الشعراء إلى البحث عن الذات الفردية وتوكيدها.

 

2.1. التيار الذاتي:

 

   انطلق مع جماعة الديوان على يد العقاد وشكري والمازني إلا أن ملامحه لم تكتمل إلا بجهود الرابطة القلمية وشعراء المهجر وجماعة أبولو. 

 

أ. جماعة الديوان:

   

    سميت كذلك نسبة إلى كتاب "الديوان في الأدب والنقد"  الذي ألفه العقاد والمازني. فحددت معايير التجديد في القصيدة العربية في عدد من الشروط، كأن تكون معبرة عن وجدان الشاعر ومعاناته وتنوع القوافي وحروف الروي، وأن تكون مجسدة لوجدان اختلفت تحديداته بين شعراء الديوان. فالعقاد اعتبره مزيجا من الشعر والفكر بينما اعتبره شكري تأملا في أعماق الذات يتجاوز حدود الواقع، في حين رآه المازني كل ما تفيض به النفس من أحاسيس وعواطف. 

 

ب. جماعة الرابطة القلمية:

 

   تأسست على يد مجموعة من الأدباء المهاجرين إلى أمريكا : جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وإيليا أبو ماضي ونسيب عريضة. وقد سعت إلى محاربة مظاهر الجمود والتقليد وتعليق صلة الأدب بالحياة، كما وسعت مفهوم الوجدان ليصبح معها حياة وكونا، وإن كان معظم أشعارهم لا تمثل إلا هروبا من الوجود. هروب تباينت أشكاله وألوانه من شاعر لآخر. فإذا كان جبران قد هرب الى الطبيعة ليتجنب كل ما من شأنه أن يعكر صفو حياته، فإن ميخائيل نعيمة تعمق في ذاته الى حد التصوف. بينما فر أبو ماضي من الحضارة ليبحث عن السكينة التي ينشدها.

 

ج. جماعة أبولو:

 

   اقترن اسمها بإله الفنون في الأسطورة اليونانية " أبولو". ويرجع فضل تأسيسها الى زكي أبو شادي ومطران خليل مطران وزكي مبارك. وقد عملت على تعميق الاتجاه الوجداني بالانفتاح على الغرب واستلهام التراث بأسئلة جديدة، وإن كانت أشعارهم قد تمحورت حول المرأة بالأساس لما يثيره الحديث عنها من معاني الشوق والحنين، والأمل واليأس، والزهد في الحياة والاستسلام للموت. فكانت الأشعار عندهم تتراوح بين السعادة والشقاء المطلقين، كما اختلفت طرقهم في الكشف عن مخزونات ذواتهم. فزكي أبو شادي انطوى على ذاته ليضمد جراحها ويتغنى بآلامها، في حين كان أجود الشعر عند إبراهيم ناجي يتمحور حول المرأة لحاجته إلى الحب. بينما تجسد فشل " الصيرفي" في يأس من الحياة وانكماش على الذات.



      2.  المنهج النقدي المعتمد في الفصل:

 

وظف المعداوي في هذا الفصل منهجين متكاملين:

 

أ. المنهج التاريخي:

 

    رصد من خلاله جملة العوامل التاريخية التي ساهمت في ظهور التيار الرومانسي وبلورة تصوره الشعري. 

 

ب. المنهج الاجتماعي:

 

      قارب من خلاله جملة الظروف الاجتماعية التي ساهمت في تكوين التيارات التجديدية وحفزت الشعراء الوجدانيين على العودة إلى ذواتهم والتغني بأحزانها وآلامها.

 

 




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-