منهجية تحليل نص فلسفي:
يعرض النص المقترح للتحليل معطيات معرفية ترتبط بمحاور البرنامج الدراسي. والمطلوب من المترشح أن يكتشف أطروحته وأن يقوم بتحليلها إلى أفكار قبل أن يناقشها ويركب النتائج التي توصل إليها.
و يقتضي تحليل النص الفلسفي الالتزام بمجموعة من الخطوات المنهجية تترتب على الشكل الآتي:
المقدمة:
تشمل الجوانب المنهجية التالية:
- الطرح الإشكالي:
- تمهيد يناسب طرح الإشكال.
- تحديد الموضوع الأساسي للنص.
- إبراز المفارقات والتقابلات التي تكون الإشكال الذي يطرحه النص.
- صياغة إشكال النص وأسئلته التي تفترض الإجابة عنها في مرحلة التحليل والمناقشة.
التحليل:
- تحديد الأطروحة التي يقدمها النص وشرحها بدقة.
- تحديد المفاهيم الرئيسية في النص، وبيان العلاقات التي تربط بعضها ببعض.
- تحليل الأساليب الحجاجية المعتمدة في الدفاع عن الأطروحة التي يتضمنها النص.
- استنتاج جزئي يعقبه طرح سؤال يمهد لمرحلة المناقشة.
المناقشة:
- التساؤل حول قيمة الأطروحة وأهميتها وبيان حدودها.
- فتح إمكانات جديدة للتفكير في الإشكال الذي يطرحه النص.
- صياغة استنتاج جزئي.
التركيب:
- صياغة خلاصة تركيبية للنتائج المتوصل إليها في مرحلة التحليل والمناقشة.
- تقديم
رأي شخصي يتضمن وجهة النظر حول أطروحة النص.
الجوانب الشكلية:
يتعلق هذا الجانب بوضوح الخط وبسلامة التركيب اللغوي وبتماسك مكونات التحليل.
نموذج نص فلسفي للتحليل والمناقشة:
الموضوع:
كيف لي أن لا أشعر بأن هذه الحميمية التي تحميني وتحدد شخصي هي عائق يحول بصورة نهائية بيني وبين التواصل مع الغير؟ فحين كنت قبل قليل تائها بين الآخرين كاد وجودي يتلاشى. والآن اكتشف وأنا منعزل عنهم غبطة الإحساس بالحياة. لكن هذه الغبطة لا يتذوق طعمها أحد آخر سواي.حقا إن نفسي هي ملك لي.إلا أنني حبيس داخلها.إن الآخرين لا يستطيعون ولوج وعيي كما لا يمكن لي أن أخلي لهم السبيل للنفاذ إليه حتى لو تمنيت ذلك بكل قوة. فأقوالي وحركاتي هي علامات وإشارات لا تستطيع أن تفعل أكثر من التلميح إلى تجربة أعيشها أنا دون أن يكون في مقدور من أتوجه إليهم معايشتها.إن آلام الآخرين هي التي تكشف لي أكثر من آلامي عما بيننا من انفصال وتباعد لا يقبل التقليص. لا شك أنني أستطيع عندما يتألم صديق لي أن أقوم بأفعال ناجعة لمساعدته، أن أواسيه، أن أحاول بكل ما أوتيت من رقة ولطف أن أخفف من شدة الألم الذي يمزقه. إلا أن ألمه يظل مع ذلك خارجا عني وتظل محنته محنة شخصية خاصة به. فقد أتالم مثله وربما أكثر منه، لكن تألمي يكون دائما مختلفا عن تألمه. وبما أن الإنسان حبيس ألمه متفرد في سروره، فإنه محكوم عليه ألا يشبع أبدا رغبته في التواصل مع الغير مع أنه لا يستطيع أن يستغني عن هذا التواصل.