تصفية الاستعمار وبروز العالم الثالث:
ظروف تصفية الاستعمار ونتائجه:
مواقف الدول الكبرى التي ساهمت في تصفية الاستعمار:
أ- موقف الولايات
المتحدة الأمريكية:
تمثل في رفض استمرار الهيمنة الاستعمارية
الفرنسية على الهند الصينية ( الفيتنام وكمبوديا واللووس) وطالبت بتمكين شعبها من الحق
في تقرير مصيره.
ب- موقف الاتحاد السوفييتي:
اتخذ شكل دعم الحركات
التحررية ضد الدول الاستعمارية الرأسمالية، وتمثل في دعم المقاومة الشعبية في
الهند الصينية ضد الهيمنة الرأسمالية.
مواقف الهيئات الدولية التي شجعت على تصفية الاستعمار:
أ- موقف الأمم
المتحدة:
التي أصدرت قرار
تصفية الاستعمار سنة 1960، وأسست لهذا الغرض لجنة خاصة لتصفية الاستعمار، والاعتراف
بحق الشعوب في تقرير مصيرها بحرية دون تدخل أي طرف خارجي.
كما اعتبرت أن استعمار
الشعوب واستغلالها يتعارض مع مبادئ الأمم المتحدة ،فطالبت الدول الاستعمارية
بوقف عملياتها العسكرية الموجهة لقمع شعوب المستعمرات، ومساعدتها على تحقيق استقلالها
التام.
ب- موقف حركة عدم
الانحياز:
تمثل أساسا في دعم حق الشعوب في استقلالها وتقرير مصيرها، ورفض أشكال
الميز العنصري.
وبذلك شكلت القرارات الدولية سندا قانونيا
دوليا وجدت فيه الشعوب المستعمرة مبررا قويا وشرعيا للمطالبة بالاستقلال، خاصة وأنه
مدعوم من طرف القوى العظمى كالولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي،
فتصاعدت الحركات التحررية في العالم خاصة في آسيا.
النموذج الهندي والفيتنامي لتصفية الاستعمار بآسيا:
أ- النموذج
الهندي:
أهم قادة الحركة التحررية بالهند غاندي
أو " المهاتما ". وقد تميزت هذه المقاومة بطابعها السلمي،
المتمثل في العصيان المدني (عدم التعامل مع بريطانيا ومقاطعة بضائع المحتل، وكذلك عدم
العمل في الإدارة واستهلاك المنتوج المحلي)، إضافة إلى الإضرابات والمظاهرات.
فتمكنت هذه الحركة التحررية من تحقيق الاستقلال سنة 1947، إلا أن
حدة الصراعات الدينية بين المسلمين والهندوس الذين يكونون ساكنة العالم الهندي أدت
إلى تقسيمه إلى الاتحاد الهندي ودولة الباكستان التي تتكون من شطرين منفصلين شرقي وغربي.
ب- النموذج
الفيتنامي:
قاد حركة المقاومة بالفيتنام الزعيم هو شي
منه الشيوعي، الذي هزم فرنسا في معركة ديان بيان فو سنة 1954. ليتم الاعتراف
باستقلال الفيتنام مع تقسيمها مؤقتا إلى قسمين يفصل بينهما خط عرض 17 درجة: الفيتنام
الشمالي الشيوعي، والفيتنام الجنوبي الرأسمالي الذي دعمته أمريكا. لتدخل الفيتنام
مرحلة جديدة من الصراع مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تورطت مباشرة في
الفيتنام 1964. هذا الصراع انتهى بهزيمة الولايات المتحدة الأمريكية وتوحيد
القسمين من البلاد في دولة الفيتنام
الموحدة سنة 1975.
الحركات التحررية بإفريقيا السوداء:
عانت إفريقيا السوداء من تزايد الاستغلال الاستعماري،
خاصة بعد انهيار الإمبراطوريات الاستعمارية في آسيا( الهند الصينية والهند)، كما عانت
من تدهور أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية
ومن الميز العنصري.
هذه الأوضاع أدت إلى ظهور حركات تحررية قادتها
الفئات الوسطى من المثقفين، وتنوعت بين المقاومة السياسية السلمية والمقاومة المسلحة،
مستندة في نضالها إلى قرار تصفية الاستعمار وتقرير المصير.
وقد انتهت هذه الحركات باستقلال الدول الإفريقية وتأسيس دول مستقلة، سرعان ما دخل بعضها في حروب
أهلية، بدعم من المعسكرين في إطار الحرب الباردة الثانية.
دول
العالم الثالث والمجهودات
المبذولة لمواجهة مشكلات العالم الثالث:
دول العالم الثالث وخصائصها:
يطلق مفهوم دول العالم الثالث على الدول المتخلفة
والضعيفة اقتصاديا واجتماعيا وتقنيا. وهي تشكل أغلبية دول العالم وأكثرها سكانيا.
وتتسم بمجموعة من الخصائص، أهمها:
أ- على المستوى
الاجتماعي:
ارتفاع
عدد السكان وانتشار الفقر، والمجاعة بسبب سوء التغذية ونقصها. إضافة إلى الأمية والأمراض والأوبئة. كل هذه العوامل أدت
إلى الحروب الأهلية والنزاعات الحدودية، وبالتالي ارتفاع الهجرة.
ب- على المستوى
الاقتصادي:
الاعتماد على تصدير المواد الأولية الخام بأثمان
منخفضة، مقابل استيراد معظم حاجياتها من الدول المستعمرة. مما أدى إلى تكريس التبعية
الاقتصادية وثقل المديونية.
نماذج السياسات التنموية المبذولة لحل مشكلات العالم الثالث:
أمام تعدد المشكلات الاقتصادية والاجتماعية الحادة
التي واجهت العالم الثالث، تبنت بعض بلدانه سياسات تنموية لحل هذه المشكلات.
أ- على الصعيد الفلاحي:
تم تطبيق الثورة الخضراء لحل مشكل نقص الغذاء
وتزايد عدد السكان، بإدخال بذور جديدة للحبوب ذات النمو السريع والمردود المرتفع، ومقاومة
الأمراض والجفاف، والاستعمال المكثف للأسمدة والمبيدات.
ب- على مستوى الصناعة:
تم تبني سياسة التنمية الصناعية في دول جنوب شرق
آسيا. هذه السياسة، ارتكزت على تطوير القطاع الصناعي بموازاة مع تطوير القطاع الزراعي،
والتركيز على سياسة تصدير المنتجات بعد تلبية حاجيات السوق المحلي.
ج- مستوى الانفجار
الديموغرافي التمدين:
تبنت دول
العالم الثالث سياسة سكانية للحد من النمو السكاني، وتطوير مراكز حضرية ثانوية للتخفيف
من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية بالمدن الكبرى.