أنواع الاتساق ومبادئ الانسجام:

 

أنواع الاتساق  ومبادئ الانسجام:

أولا: مفهوم الاتساق وأنواعه:

   الاتساق تماسك جمل النص وفقراته في بنية واحدة تحقق للنص نصيته، باستعمال أدوات تعرف بوسائل الاتساق.

1- الاتساق بين الجمل:

يتحقق تماسك النص على مستوى جمله بأدوات لغوية أبرزها:

أ - الربط بالأداة:

   ويتحقق بتوظيف حروف العطف والأسماء الموصولة وأدوات التعليل" لأن، لذا، لذلك..." ، أو أدوات الاستدراك " بل " .

            مثال:  ـ إن الأبنية العقلية هي أساس الحياة الإنسانية والتي هي بدورها أبنية المقولات الدالة ليست ظواهر فردية.

ب - الربط بغير أداة:

   يتم بموجبه دمج جملة بجملة أخرى دون أداة كتوظيف البدل مثلا.

           مثال: "هذه الأبنية هي التي تحكم الوعي الجماعي والتي تتحول إلى عالم تخيلي يخلقه الفنان، عالم لا ينهض على افتراض عملية كبت مسبق".

ج ـ الإحالة:

   هي علاقة دلالية بين عنصر محيل وعنصر محال عليه، وتتحقق بتوظيف الضمائر وأسماء الإشارة والموصولات، وتكون إما:

   ـ إحالة قبلية: عندما تحيل على عنصر سابق.

   ـ إحالة بعدية: إذا أحالت على عنصر لاحق.

   ـ إحالة مقامية: إذا أحالت على عنصر خارج السياق.

   ـ إحالة مقالية أو نصية: إذا كان العنصر المحال عليه داخل النص.

2ـ الاتساق بين الفقرات:

   يقتضي تماسك النص، إلى جانب تماسك جمله، تماسك فقراته. وتتنوع وسائل الربط بين الفقرات إلى الأدوات التالية:

   أ ـ التكرار: 

ويتم بتكرار عنصر معجمي بذاته، أو بمرادفه، أو عنصر عام أو مطلق يشمله، ويرتبط أساسا بالألفاظ مفاتيح النص.

   ب ـ التعالق الدلالي:

يتم فيه التعالق بين الفقرات بعلاقات منطقية، تشمل علاقة السببية والإضافة والتعارض، والاستنتاج والتفسير.

ثانيا: مبادئ الانسجام وعملياته:

1ـ مبادئ الانسجام:

   الانسجام سمة تميز الخطاب القابل للفهم والتأويل، ويرتبط بالقارئ أو المتلقي بناء على رصيده المعرفي وخبراته السابقة. ويقوم على أليات تسمى مبادئ وعمليات الانسجام، يمكن تحديدها كالآتي:

   أ ـ السياق: 

يقصد به الإطار المحدد للخطاب، ويشمل مكونات العملية التواصلية: المرسل ـ المرسل إليه ـ الموضوع ـ فضاء التلقي ـ المقصدية. وتحديد سياق الخطاب هو الذي يجعله قابلا للفهم.

   ب ـ مبدأ التأويل المحلي:  

يقتضي ألا ينشأ القارئ سياقا يتجاوز ما تقتضيه عملية التأويل. وهو بذلك يقيد الطاقة التأويلية للمتلقي ويسقط كل تأويل لا ينسجم مع المعلومات التي يتضمنها الخطاب.

   ج ـ مبدأ التشابه: 

يقيد تأويل المتلقي بمواقف واستنتاجات يستخلص منها ثوابت ومتغيرات يعممها في عملية فهم نصوص أخرى وتأويلها. وبمعنى آخر يقوم بإسقاط الخبرات السابقة على الموضوع الذي يسعى إلى فهمه وتأويله.

  د ـ التغريض: 

يقصد به البنية الكلية للخطاب أو موضوعه، وهو مركز الخطاب وحوله تحوم بقية الأجزاء.

2ـ عمليات الانسجام:

   يتوقف فهم النص وتأويله على الخلفية المعرفية للمتلقي، والتي يمكن استثمارها في فهم النص. وتتحدد عمليات الانسجام في الخطوات التالية:

  أ ـ الأطر: 

يقصد بها البنيات الجاهزة التي تنظم المعرفة على مستوى الذاكرة. وعندما يشغل المتلقي خلفيته المعرفية فإنه لا يستحضر هذه الأطر بصورة كلية وإنما يكتفي بما يستدعيه الخطاب.

  ب ـ المدونات:

تتميز عن الأطر بتنظيم المعرفة داخل إطارات على شكل متتاليات.

   ج ـ السيناريوهات:

يكونها المتلقي من خلال خلفيته المعرفية وتتعدد بتعدد مقامات الخطاب.

 

 





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-