القضية الفلسطينية: جذور القضية وأشكال التمركز الصهيوني:

 

القضية الفلسطينية: جذور القضية وأشكال التمركز الصهيوني:

 


نشأة المنظمة الصهيونية وتحالفها مع بريطانيا لاستعمار فلسطين:

نشأة المنظمة الصهيونية وأجهزتها وأهدافها:

   بدأت القضية الفلسطينية مع مؤتمر بال بسويسرا سنة 1897، بتأسيس المنظمة الصهيونية والدعوة إلى إقامة وطن قومي يجمع يهود الشتات في أرض الميعاد فلسطين، تعترف به الدولة العظمي. وقد تم تكليف المنظمة الصهيونية العالمية بالعمل على تحقيق هذا الهدف، والذي وضعت له عدة أجهزة منها:

 أ- المصرف الاستعماري اليهودي: تولى تمويل نفقات الخدمات العامة، كبناء المساكن والمدارس والخدمات بفلسطين لفائدة المستوطنين.

ب- الصندوق القومي اليهودي: الذي تولى عملية شراء الأراضي وتسجيلها كملكية أبدية للشعب اليهودي بفلسطين.

ج- مكتب فلسطين: مهمته مصادرة الأراضي و استعمارها وتوطين اليهود، وإنشاء مزارع تعاونية تدعى كيبوتزات.

د- الصندوق التأسيسي: تولى جمع التبرعات لتمويل هجرات اليهود من مختلف مناطق العالم نحو فلسطين.

هـ -الوكالة اليهودية: تكفلت بالإشراف على عملية الهجرة اليهودية والاستيطان بفلسطين.

و- ميليشيا عسكرية مسلحة "الهاغانا": تأسست بعد الحرب العالمية الأولى، وهي الجناح العسكري للمنظمة الصهيونية.

التحالف الصهيوني البريطاني لاستعمار فلسطين:

  تتجلى الجهود الدبلوماسية للمنظمة الصهيونية في إقناع القوى العظمى وخاصة بريطانيا بضرورة تحقيق فكرة الوطن القومي لليهود بفلسطين. وقد تم ذلك بعد تحقيق التقارب بين  مصالح الصهيونية العالمية ( إقامة وطن قومي لليهود) بمصالح بريطانيا بالمنطقة (حماية ممر قناة السويس الذي يربط بريطانيا بمستعمراتها بآسيا)، على أن يتولى اليهود حمايتها مستقبلا، مقابل استفادة بريطانيا وحلفائها من الرأسمالية اليهودية في الحرب العالمية الأولى.  وقد كان من نتائج هذه العمليات الديبلوماسية الحصول على وعد بلفور في الثاني من نونبر من سنة 1917، والذي أقر بحق اليهود بإقامة وطن قومي لهم بفلسطين.

 كما أكد صك الانتداب البريطاني 1922 على حق اليهود بإقامة دولتهم بفلسطين، ومنح مكانة متميزة للوكالة اليهودية كمستشار إلى جانب سلطة الانتداب البريطاني. كما تم تشجيع الاستيطان اليهودي بفلسطين وتجنيس اليهود مع تهويد فلسطين لغويا وثقافيا. وبإقرار عصبة الأمم صك الانتداب الفرنسي والبريطاني بالمشرق العربي الذي أقره مؤتمر سان ريمو 1920 تكون الصهيونية قد حققت الأهداف التي رسمتها منذ مؤتمر بال 1897.

أشكال التمركز الصهيوني في فلسطين والمقاومة الفلسطينية:

أشكال التمركز الصهيوني والوسائل التي اعتمدها:

من بين هذه الأشكال والوسائل:

- تشجيع عملية تهجير اليهود من مختلف مناطق العالم نحو فلسطين. ليتزايد عددهم بشكل كبير.

- بناء المستوطنات التي تزايد عددها بشكل كبير بتزايد أعداد المهاجرين من اليهود إلى فلسطين.

- تزايد حجم الاستثمارات اليهودية بفلسطين، بدعم وتشجيع من سلطات الانتداب البريطاني، بعد سن قوانين تحمي الصناعات اليهودية بفلسطين، مقابل الدفع بالصناعات العربية والحرف إلى الإفلاس.

 - منح اليهود امتيازات للاستثمار في مختلف المجالات بفلسطين، مع امتيازات ضريبية وجمركية.

- تسليح عصابات ومليشيات عسكرية يهودية كالهاغانا، مقابل منع الفلسطينيين من حيازة الأسلحة.

    وبذلك تزايد التمركز الصهيوني بفلسطين على حساب الفلسطينيين وأوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية ،تحت إشراف دولة الانتداب وبتزكية من عصبة الأمم.

تطور المقاومة الفلسطينية للتمركز الصهيوني:

مر تطور المقاومة الفلسطينية بمرحلتين أساسيتين هما :

- المرحلة الأولى من 1920إلى1933: كانت خلالها المقاومة سلمية وعفوية، ركزت على مقاومة الاستيطان اليهودي بفلسطين في شكل تظاهرات واحتجاجات ومصادمات، ومقاطعة للبضائع واضرابات عامة .

ولعل أهم ثورات هذه المرحلة، ثورة البراق 1929 ، التي اندلعت بسبب محاولة اليهود تأكيد أحقيتهم بحائط البراق، باعتباره  مكانا مقدسا لليهود يسمونه حائط المبكى، ومحاولتهم تغيير ملامح المكان.

المرحلة الثانية من 1933 إلى 1939: حين تم الانتقال من المقاومة السلمية  إلى المقاومة المسلحة التي كانت أكثر تنظيما، واستهدفت مقاومة الاستيطان وسلطات الانتداب معا.

ومن أهم ثورات هذه المرحلة وأطولها، الثورة الكبرى التي امتدت من1935 إلى 1939 بقيادة عزالدين القسام.

الخطوات التي مهدت بها بريطانيا لتوطيد الكيان الصهيوني بفلسطين:

   مهدت بريطانيا لإنشاء دولة يهودية في فلسطين بإصدار مشروع تقسيم فلسطين سنة 1937 إلى دولتين عربية ويهودية، وهو المشروع الذي رفضه الفلسطينيون .

وبسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية  أصدرت بريطانيا  مشروع تقسيم جديد، جاء لإرضاء الطرفين العربي واليهودي. وهو الذي سيشكل أرضية للتقسيم الذي ستفرضه الأمم المتحدة سنة 1947 معلنا ميلاد دولة إسرائيل، لتدخل القضية الفلسطينية ومعها المقاومة مرحلة جديدة.

خاتمة:

   في الوقت الذي كان العرب عند ثورتهم على الإمبراطورية العثمانية 1916 بدعم بريطاني يحلمون بإقامة كيان عربي موحد، وجدوا أنفسهم بعد صك الانتداب لسان ريمو 1920 كيانا مقسما إلى مناطق نفوذ بريطانية وفرنسية يواجهون مخطط التحضير لزرع كيان قومي لليهود على حساب الشعب الفلسطيني.

 ذ. الحسين أوبنلحسن: أستاذ مادة الاجتماعيات.

 




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-