مجموعة أمريكا الشمالية ألينا أو النافتا: التبادل الحر والاندماج الجهوي:

 

مجموعة أمريكا الشمالية ألينا أو النافتا:

التبادل الحر والاندماج الجهوي:



 

تمهيد إشكالي:
 لمواجهة متطلبات العولمة كونت كل من كندا والو.م.أ .والمكسيك تكتلا اقتصاديا جهويا لمنافسة باقي التكتلات الاقتصادية العالمية الأخرى كالاتحاد الأوربي سنة 1994. فماهي أهداف وأجهزة هذا التكتل؟ وماهي مظاهر التبادل الحر والاندماج الجهوي بين مكوناته؟ وماهي حصيلتة وتحدياته ؟

 المجال الجغرافي لألينا وأهدافها والأجهزة التي تسيرها:

مكونات المجال الجغرافي لألينا: المجال الترابي لأمريكا الشمالية ( المكسيك  و الو.م.ا  وكندا):


يضم المجال العالمي تكتلات اقتصادية إقليمية رئيسية هي مجموعة ألينا في أمريكا الشمالية وميركوسير في أمريكا الجنوبية، والاتحاد الأوربي بأوربا الغربية، والآسيان بجنوب شرق آسيا، إضافة إلى تجمعات أخرى. 

   وتمتد مجموعة ألينا بين الدائرة القطبية الشمالية شمالا ومدار السرطان جنوبا، وبين خطي طول60 و1500 غربا. وبفضل هذا الامتداد الكبير والموقع الجغرافي المتميز تعرف ألينا تنوعا طبيعيا مها، مناخيا وتضاريسيا، إضافة إلى انفتاحها على أهم الأسواق العالمية (أوربا غربا عبر المحيط الاطلنتي واسيا شرقا عبر المحيط الهادي..)، وهي بذلك تعتبر أوسع منطقة للتبادل الحر في العالم.

أهداف مجمـوعة أليـنا والأجهزة التي تسيرها:

   تتمثل أهداف ألينا في تحقيق النمو الاقتصادي والرفع من مستوى عيش سكان بلدانها،  وإعطاء نموذج إيجابي للبرالية المبادلات. كما تهدف إلى إلغاء الحواجز الجمركية أمام التجارة في أفق إلغائها نهائيا، وإلى تنمية المبادلات التجارية والخدمات، وضمان حرية تنقل الرساميل بين دول المجموعة ورجال الأعمال، وكذا حماية حقوق الملكية الفكرية.

   وبذلك أصبحت المبادلات التجارية والخدمات والرساميل تشكل أهم مجالات التعاون داخل المــــجموعة.

أما الأجهزة المسيرة للمجموعة فتشمل الأجهزة التالية، لكل منها مهام واختصاصات:

- لجنة التبادل الحر: تراقب مدى تطبيق الاتفاقية وعمل مجموعات العمل.

- منسقية ألينا:  التي تتولى مهمة التسيير الدائم والإشراف على تطبيق الاتفاقية.

- سكرتارية ألينا: تعمل على حل النزاعات والخلافات بين دول المجموعة.

- مجموعات العمل تسهر على تأمين التسيير الإداري لألينا.

 مظاهر التبادل الحر والاندماج الجهوي لمجموعة ألينا:

مظــاهر التبادل الحر بين أعــضاء مجموعة ألينا:

    أ- في مجال التجارة: 

سجلت المبادلات التجارية بين أعضاء المجموعة ارتفاعا متزايدا منذ التوقيع على الاتفاقية سنة 1994. كما أن معظم صادرات وواردات دولها تتم داخل المجموعة، حيث ترتفع أكثر بين و.م.أ وكندا، بينما تضعف الصادرات والواردات بين كندا والمكسيك2%. وهو ما يجعل منه تبادلا غير متوازن.

   ب- في مجال الخدمات والاستثمارات:

حقق تبادل الخدمات داخل المجموعة تطورا ونموا سنويا متزايدا بلغ5.4 % سنة 2004، كما حققت الاستثمارات الخارجية المباشرة تطورا ونموا بلغ %64 معظمها مصدره  و.م.أ.

مظاهر الاندماج الجهـوي لمجموعة ألينا:  

   أ- ديمغرافيا:

 تضم المجموعة434.1 م/ن ، تشكل سوقا استهلاكية مرتفعة الدخل خاصة في و.و.م.أ  وكندا، وبكثافة سكانية ضعيفة كما أن معظم سكان المجموعة حضريين، تصل نسبتهم إلى أكثر من75% بمدى حياة مرتفع. وتغلب فئة الشباب على ساكنة المجموعة، إلا أن ضعف فئة الصغار بسبب ضعف مؤشر الخصوبة يهدد المجموعة بالشيخوخة خاصة في كندا و.و.م.أ. اللتان تعوضان ذلك باستقبال المهاجرين الشرعيين من خلال برامج خاصة.

   ب- من حيث الموارد الطبيعية والاقتصادية

تتوفر دول  المجموعة على ثروات طبيعية طاقية ومعدنية ضخمة من بترول وفحم وحديد ورصاص ونحاس وبوكسيت، إضافة إلى مناطق فلاحية شاسعة خاصة في و.م.ا. وكندا ومناطق صناعية مهمة.

ألينا: الحصيلة والتحديات التي تواجهها:

 نتائج التبادل الحر للمجموعة:

   تعكس النتائج الإيجابية التي حققتها النافتا في مجال الاستثمارات والمبادلات التجارية العالمية مدى تحقق الأهداف المسطرة في الاتفاقية. فبفضل التبادل الحر تحولت المكسيك إلى ثاني شريك تجاري للو.م.أ. بعد كندا. كما تضاعفت الاستثمارات الخارجية ( أمريكية- أوربية- آسيوية) بالمكسيك كوسيلة لتسويق منتجاتها بالسوق الأمريكية بدون تعرفة جمركية.

   كما أن حصيلة التعاون الإيجابي تتمثل في احتلال المجموعة المرتبة الثالثة عالميا بعد آسيا وأوربا في مجال المبادلات التجارية العالمية، حيث ساهمت ب 14.5 % من الصادرات العالمية و31.7% من الواردات العالمية سنة2005.

التحـديات التي تواجه مجموعة ألينا:

   يمكن حصرها في العوامل التالية:

أ- التباين في مؤشر التنمية البشرية والدخل الفردي:

    فهما مرتفعان في كل من كندا و.و.م.أ. ومتوسطان في المكسيك.بحكم التباين في النمو الاقتصادي (المكسيك من دول الجنوب و كندا و.و.م.أ من دول الشمال).

ب- مشكل الحدود بين دول المجموعة:

   حيث تغلق الحدود بين المكسيك و.و.م.أ وتخضع لمراقبة صارمة، للحد من ظاهرة الهجرة السرية من المكسيك ودول أمريكا الوسطى والجنوبية باعتبارها تشكل أحد الأقطاب العالمية للهجرة ( التحدي السكاني بدول الجنوب).في الوقت الذي ركزت فيه الاتفاقية على حرية تنقل رجال الأعمال بين الدول الأعضاء فقط. بينما لا تطرح الحدود بين كنـدا و.و.م.أ أية مشاكل ( دول شمال/شمال).

خاتمة:

 يتضح مما سبق أن النافتا ركزت أكثر على الجانب الاقتصادي لكنها أهملت الجانب الاجتماعي. فرغم استفادة المكسيك اقتصاديا إلا أن ذلك لم ينعكس إيجابيا على وضعها الاجتماعي.

 ذ. الحسين أوبنلحسن: أستاذ مادة الاجتماعيات

 





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-