القوى الفاعلة والبنية العاملية:
1ـ مفهوم القوى الفاعلة:
تطلق القوة الفاعلة على كل عنصر يؤثر في الأحداث والشخصيات. وقد تكون هذه
القوة كائنا عاقلا أو غير عاقل، له هيئة أو غير مجسم كالجن
والملائكة والقوى غير المرئية، أو تصورا كالأفكار والعواطف، أو عنصرا
وجدانيا كالقلق والتوتر والحوار الداخلي. ولهذه العناصر تأثير يتباين بين
السلب والإيجاب في سيرورة الأحداث.
2ـ البنية العاملية:
أـ العامل الذات والعامل الموضوع:
العامل هو الدور الذي تؤديه القوة الفاعلة في
النص. والقوة التي تقبل نحو الموضوع للاتصال به أو الانفصال عنه تسمى العامل
الذات، بينما القوة الفاعلة المنشودة تسمى العامل الموضوع.
بـ ـ العامل المرسل والمرسل إليه
يطلق العامل المرسل على
كل قوة فاعلة قادرة على توجيه الذات نحو الموضوع. والعامل المرسل إليه هو
القوة الفاعلة التي تستفيد منه.
جـ ـ العامل
المساعد والمعاكس:
العامل المساعد هو كل قوة تؤازر الذات لتحقيق الموضوع. والعامل المعاكس هي القوة
التي تعرقله وتحول دون تحقيقه.
3ـ العلاقة بين العوامل:
يتضمن كل محور من محاور البنية العاملية علاقة
بين العاملين اللذين يتضمنهما.
فالعلاقة بين الذات
والموضوع علاقة رغبة لكون الذات تسعى إلى الاتصال
بالموضوع أو الانفصال عنه.
والعلاقة بين المرسل والمرسل إليه علاقة
نقل وإرسال لأن الأول ينتج ويؤثر، والثاني يتقبل ويستفيد.
بينما العلاقة بين
المساعد والمعاكس علاقة صراع، وقدرة أحد العاملين على الآخر هي التي
تؤدي إلى نجاح الذات أو فشلها في الوصول إلى الموضوع.
4 ـ وظائف العوامل السردية:
تؤدي العوامل السابقة دورا وظيفيا في النص
الأدبي يسمى الدور العاملي. ويمكن لكل قوة فاعلة أن تؤدي أكثر من دور عاملي
في النص الواحد، كما أن لها وظائف دلالية ترتبط بسياق النص وبنسقه الفكري. ويكمن
دورها الجمالي في توفير الشروط التي تساعد المتلقي على فهم عوالم النص الأدبي.
5 ـ مكونات البنية العاملية:
تتطور مكونات البنية العاملية وتتنامى وفق ثلاث بنى أساسية:
أ ـ بنية العرض أو تباين الرغبات:
تمثل وضعية الاستهلال في القصة والبداية في المسرحية، وفيها يتجسد اختلاف
الرغبات.
ب ـ بنية العقدة أو الصراع:
تمثل وضعية الوسط في القصة والمسرحية، وفيها تتحول الرغبات إلى صراع بين
الذوات. والصراع هنا يكون خارجيا بين ذاتين على الأقل، أو داخليا على مستوى الذات
الواحدة.
ج ـ بنية الحل وتفسخ العقدة:
هي وضعية النهاية، وتتحقق بانتفاء العقدة عندما تحقق الذات الموضوع، أو
بإخفاقها في حال تعطل الموضوع أو ضياعه بزوال المساعدين.
6 ـ وظيفة البنية العاملية:
تتباين وظائف البنية العاملية
بين وظيفة حجاجية للتأثير في المتلقي وإقناعه بإطروحة انتصار أحدى القوى
على الأخرى، والكشف عن مقصدية الكاتب ورهانه. ووظيفة جمالية تتمثل في تشكيل
أفق الانتظار لدى المتلقي.