د.عمر عودى: تطوير مهارة التحدث باللغة الإنجليزية:

 

تطوير مهارة التحدث باللغة الإنجليزية:

   التحدث بثقة  هدف مهم لكل من يقبل على تعلم لغة جديدة. وهو في المقابل عقبة كبيرة لارتباطه الكبير بالجانب النفسي من تعلم اللغة، وبالضبط من الخوف من ارتكاب الأخطاء أو التعرض للإحراج في المواقف التواصلية. والحقيقة أن هذه العقبة النفسية لا مبرر لها لأن الأخطاء من الآليات الطبيعية لتعلم الأنساق اللغوية، سواء تعلق الأمر باللغة الأم أم باللغات الأجنبية المختلفة. وكأي مهارة لغوية أخرى، يرتبط تطور مهارة التحدث باللغة الإنجليزية بالتدريب المنتظم وباتباع بعض التقنيات، التي قد تبدو بسيطة، لكنها ذات أهمية قصوى في تذليل مهمة استضمار النظام الصوتي وتمييزه، وتحسين القدرة على أدائه.

   وإذا كنا في مناسبة سابقة قد تحدثنا عن ثماني خطوات أساسية لتطوير مهارة اللغة الإنجليزية من خلال القصص، فإنه لابد من التأكيد على أن تعلم أي لغة أجنبية يقتضي تطوير أربع مهارات أساسية هي السماع والكتابة والقراءة والتحدث. هذه المهارة الأخيرة يرتبط تطويرها ببعض التقنيات الضرورية التي تمكن المتعلم من المحاكاة الصحيحة لنطق الأهالي.

1. الاستماع:

   اللبنة الأولى في عملية التعلم الطبيعي هي الاستماع. وتكمن أهميته في تطوير قدرة المتعلم على انتقاء الكلمات والعبارات المناسبة لسياق التواصل، والطرق الأنسب للرد على مختلف المتغيرات المعنوية  في المحادثات. ليس هذا فقط فالسماع يزيد من  فرص فهم أشكال النطق، وحذف الكلمات أو ربط بعضها ببعض أثناء تحدث الأهالي (الناطقين الأصليين باللغة الإنجليزية)، كما يمكن من ضبط إيقاع الجمل، ونبرتها وأصواتها المختلفة.

ما الذي يجب الاستماع إليه وكيف؟

   تتيح شبكة الأنترنت العديد من الموارد الصوتية المجانية . وإن كان لا شيء يضاهي المحادثة الفعلية مع الآخرين، إلا أن الوسائل البديلة لا يمكن إغفال أهميتها، كمقاطع الفيديو القصيرة التي تتحدث باللغة الإنجليزية، والمدونات والكتب الصوتية والبودكاست والتطبيقات الخاصة. ولتكتمل فائدتها التعليمية هناك خارطة طريق لا بد من الالتزام بها خلال رحلة التعلم:

 - كاختيار برنامج إنجليزي تلفزيوني أو على قناة يوتيوب.

- الاستماع إلى مقطع واحد قصير في البداية، والانتباه بعناية إلى ما تتلفظ به الشخصيات.

2. التقليد:

   بعد الاستماع المكثف يحين وقت التقليد. هذه الخطوة تساعد المتعلم على ضبط اللغة دون الحاجة إلى التركيز على القواعد النحوية. ومع بعض الوقت يصبح بإمكانه تذكر تركيب الكلمات في الجملة وتآلفها مع كلمات أخرى في سياق محدد.

3. القراءة المطردة:

   القراءة مهارة أخرى على غاية من الأهمية يجب امتلاكها عند تعلم اللغة. وتخصيص بضع دقائق للقراءة كل يوم ستساعد كثيرا على اكتساب مفردات وألفاظ جديدة.

   إن السبب الحقيقي وراء تردد المتعلمين  في القراءة كونها تتطلب وقتا طويلا جدا، خاصة عندما يتعلق الأمر بكتاب أو رواية. ولتبديد هذا التردد عند تعلم اللغة الإنجليزية يمكن الاكتفاء في البداية بدقائق معدودة لمطالعة المقالات أو القصص القصيرة باللغة الإنجليزية.

   هذه المقالات القصيرة تستمد أهميتها من كونها توفر فرصة حقيقية للتعرف على بعض الأخبار العالمية والأحداث المستجدة. وهي بذلك تساعد على تحسين مستوى الفهم وإغناء الرصيد اللغوي. ولأن الغاية القصوى من القراءة  تحسين مهارة التحدث، فمن المفيد جدا أن تتم  بصوت مسموع للتدرب على تحسين النطق وطلاقة اللسان.

4. التفكير:

   لا شك أن التفكير إجراء مهم  للغاية في تحسين مهارة التحدث. والتفكير هنا ليس سوى طرح بعض الأسئلة حول ما تم تعلمه ، والطريقة التي تم بها، وحول التقدم الذي تم تحقيقه، وكيفية تغيير الطريقة التي تم التعلم بها لإحراز تقدم أكثر. ويمكن أن يتجاوز التفكير هذ المستوى إلى مستوى أعلى بالإجابة عن بعض الأسئلة بشكل منتظم كلما تم الانتهاء من حصة تعلمية، كتقييم مدى فهم المقاطع، ومدى سرعة التفكير في الرد الصحيح، ومستوى الثقة في الرد على الأسئلة الموجهة. وهذا من شأنه أن يعزز مستوى الثقة وأن يوضح نقاط القوة أو الخلل بشكل أكثر وضوحًا، مما يساعد على تحديد مجال التطوير وتحسين مستوى الأداء اللغوي.

5. الاستعداد:

  التردد سمة ملازمة لكل مبتدئ في تعلم اللغة الإنجليزية. سواء في التحدث  أو في الانخراط  في محادثة حقيقية. هذا التردد يتعلق أساسا بالخوف من ارتكاب الأخطاء أو من عدم مناسبة الرد لسياق التواصل. وحل هذه العقبة النفسية يكمن في الاستعداد والتحضير. التحضير لمقامات تواصلية محتملة والتفكير في ما يمكن قوله وكيفية صياغته بالشكل الأنسب. وخير وسيلة لذلك الاستعانة ببطاقات تتضمن عبارات مختلفة يتم العمل على استضمارها  وتوظيفها متى استدعت المناسبة ذلك.

6. التحدث:

   خير وسيلة لتطوير مهارة التحدث  التعرض لمواقف تستلزم التحدث باللغة الإنجليزية لتطويرها. ولتحقيق ذلك يمكن التفكير في الانضمام إلى دورات اللغة الإنجليزية، حيث يمكن مقابلة متعلمين على نفس الدرجة من التمكن اللغوي، ومن نفس مستوى التفكير من جميع أنحاء العالم. هذه الدورات، وكذلك كثير من المنتديات،  تمكن من ممارسة التحدث مع متعلمين آخرين لديهم أهداف مماثلة. ومن شأن الاحتكاك بهم أن يطور إلى حد كبير مستوى القدرة على التحدث.

7. الممارسة:

   لا شك أن الممارسة المنتظمة والممنهجة مفتاح لإحراز التقدم عندما يتعلق الأمر بالتحدث باللغة الإنجليزية. والخطوات التي وصفناها سابقا لن تدفع عجلة التقدم إلا إذا تم توظيفها بانتظام ولو لوقت قصير. ومع مرور الوقت، يبدأ التحسن في الظهور. و كلما ازداد التحسن ازداد مستوى الثقة، ومعه الاستعداد لخوض تحديات لغوية أكبر. ويتبدد القلق بشأن ارتكاب الأخطاء، خاصة عندما يترسخ الاقتناع بأن لا أحد يهتم  لارتكاب المتحدثين الأخطاء.

 




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-